رجاءا لا تتركيني

لازلت أتذكر أول يوم وطئت قدماي فيه المدرسة.لقد كان بالنسبة لي يوما مشهودا بكل المقاييس.لازالت أحداثه عالقة بذهني بكل تفاصيلها.ففي دلك الصباح استيقظت باكرا على غير عادتي. وبعد تناول وجبة الفطور؛ خرجت رفقة أمي متجهين نحو المدرسة؛ ولما وصلنا؛ أذهلني العدد الهائل للآباء ممن اصطحبوا أبنائهم في يومهم الأول. كانت المدرسة ممتلئة عن أخرها .بعض الأطفال يبكون.وبعضهم مبتهج.وبعضهم حزين مثلي. ولما همت الوالدة بالانصراف.بعد أن أدخلتني إلى القسم أحسست بخوف شديد.وشرعت في البكاء والصراخ على إلى الآن : هل كانت ورقت الدفاتر والكتب؟ أم كانت ملاحظة حول شخصيتي؟ أم نصيحة لامي؟ الله أعلم ؟؟؟؟؟الفور؛ وطلبت منها ألا تذهب وتتركني وحدي.ثم حضرت المعلمة؛ وكانت سمراء اللون ؛ أخذت اصرخ في وجهها في البداية وما إن طلبت مني الدخول حتى استجبت خوفا. بدأت أحملق بعيني الصغيرتين إلى منظر القسم ؛ فأحسست بان دقات قلبي تتسارع وانتابني شعور غريب. أحسست أنني مقبلة على عالم جديد. وبينما أنا أتأمل قاطعتني معلمتي قائلة ما اسمك؟ توترت وشعرت بالخجل منها على ما بدر مني خارج القسم.ورغم ذلك؛ أجبتها وأنا ارتجف: إيمان الحبشي. بعد ذلك أعطتني ورقة صغيرة كنت اجهل ما فيها. طلبت مني إعطاءها لامي واستمرت في العملية ذاتها مع باقي التلاميذ في القسم.ثم دق الجرس خرجت مهرولة من القسم فوجدت الوالدة في انتظاري أخبرتها بكل ما جرى وأعطيتها الورقة... وظل السؤال يراودني